مع إن الإسلام هو جوهر وماهية حياة الإنسان المسلم.. إلا أن كثيرين ينظرون إليه كمادة (الملح) أو البهارات أو الأصباغ التي تضاف على المأكولات لتضفي مذاقا جيدا.. ويتناسون أن الملح والبهارات (إن أضيف إلى لحم الضأن) فإنها تضاف أيضا إلى لحم الخنزير..
فالإسلام ليس معطفا نرتيده وقت البرد، ولا مظلة تقي حر الشمس.
ليس أفكارا تضاف على حزب سياسي..
ولا ماركة تضاف على مؤسسة أو شركة أو جمعية..
ولا وسام يتقلده سياسي أو خطيب أو مفوه أو منظِّر أو فيلسوف..
ولا نكهة تضاف على منتج أو صناعة أو تجارة أو لحوم..
ولا لونا يضاف على سياسة ولا اقتصاد ولا علاقات..
ولا ثروة تأتي تنتقل بالوراثة والوصية..
ولا بطاقة أحوال مدنية أو شهادة ميلاد ولا شهادة وفاة..
فالإسلام هو جوهر حياتنا كلها نخضع لروحه في سلوكنا وعباداتنا ومعتقداتنا وتفكيرينا، في قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، في أقوالنا وأفعالنا كلها..
الإسلام ليس سلعة خارجية تضاف، ولا كيان نحتمي به أو نهدد به الآخرين.. هو بيئة من حق الجميع الدخول فيها، وعلى الجميع الالتزام بقوانين هذه البيئة تسود فيها القوانين المبنية على العدالة والحرية والمساوة، المبنية على الصدق واحترام الحقوق المادية والمعنوية للآخرين وللعامة، المبنية على حسن الخلق، وحفظ الأمانة، وأداء الحقوق إلى أصحابها، والإخلاص في تنفيذ مهامنا الوظيفية والمهنية.. بيئة مبنية على نبذ الظلم، ونبذ العنف، ونبذ الضرر، ونبذ الإساءة، ونبذ الآثام، ونبذ العدوان ونبذ المكروه.. كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية العطرة..
هذه البيئة تستند على دعائم مترابطة هي:
* مبدأ “كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه”
* مبدأ أن المسلم هو من سلم المسلمون من يده ولسانه.
* مبدأ أن المسؤولية أمانة فإما أن تكون قادرا على تحملها، أو اتركها لمن يقدر على حملها..
* مبدأ أن خازن بيت مال المسلمين ليس مالكا له، وإنما مؤتمن عليه، وكذا كل الوظائف العامة، وسنقتص من رقبة الخائن يوم الأشهاد..
لذا، فإسلامنا حياتنا..