صار

سيء أن تبدأ فكرة بكلمة صار… لكني سأبدأ بها…

صار كيان الإنسان كله يباع ويشترى لا بل ويصادر دون وعي منه ولا علم ولا مساومة، تصادر حقوقه ومكتسباته بغطاء أخلاق السياسة الخائنة..

لم يعد لذاك الإنسان قيمة لا في رأيه ولا في وجوده، وليس لأحلامه مكان في دهاليز مجتمعات تتوشح بالنفاق، وترتدي ثوبا موسوما بعلامات تدل على أن صاحبه فنان بالغش والمكر والخداع، أفكار تتحايل لسرقة المزيد من الأحلام أحلام أولئك الشباب المنصرفون من البوابة الغربية لجامعة هنا أو معهد هناك..

يرافق ذلك بطون تتضخم.. تصاب بتخمة مالية مشبوهة جمعت من دموع آباء وأمهات في تلك الليلة التي أهينوا بها للوفاء بالتزامات أبنائهم.. إنك لا تسمع صوت بكائهم، فهو قد يبدو أنينا ناعما، أو كآهات آخر رشفة من فنجان قهوة.. أو بهجة بشعلة عود ثقاب لسيجارة تالية.. لكنها آهات الذل، وآلام الخذلان، وأوجاع المستقبل المجهول الذي يراهن عليه قائد مركبة مراهق وهمجي.. لا ينفك عن خياله ولا إدمانه وثمالته..

إن ثمة أشياء طغت على جوهر الإنسان جعلت الأنظار تنصرف عنه لتلتفت إلى لمعة خائبة أو ومضة زائفة تسحق آلاف الأنفس والأرواح.. بلا رحمة للضحية ولا أرق ما قبل النوم للجلاد.. فكل عمال تلك القرية لا يتقاضون مثل ما تتقاضاه عاهرة على مسرح في مهرجان هناك أو هنا، تُطرب أناسا وتلوي أمعاء شعب بأكمله.. فهي من اختيار ذلك الفطحل أو تلك الماجنة..

الإعلان

انشر تعليقك

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s