المنشورات الصادرة عن الأحرار العرب خلال الأيام الثلاثة الأخيرة تعكس صورة سلبية عما يخالط أفكارهم من إحباط وخمول ويأس.. فالغالبية العظمى تعبر عن شيء من الملل أو الكسل أو الرغبة في الخروج من الضغط النفسي الذي رافق الربيع العربي طيلة السنوات الثلاث الماضية..

نصيحتي للجميع.. عندما تشعر بشيء من الإحباط، تذكر مخطط القلب، فهو تارة يعلو لتشكيل قمة عالية وتارة أخرى يهبط لتشكيل قعر معاكس، وكلاهما يدل على نبض الحياة طالما أنه لم يستقر على شكل خط مستقيم..

فلا نعول كثيرا على الموقف الأمريكي رغم الحاجة الماسة لأية ضربة إضافية عربية كانت أم غير عربية تهدف إلى تقطيع أوصر كتائب حافظ الأسد وابنه بشار، فأي ضربة كفيلة بتقليص عمر النظام والخلاص منه..

وبنفس الوقت، فإن انحسار عدد الشهداء السوريين خلال الستين يوما الأخيرة يعطي مؤشرا هاما على محدودية سطوة آلة الحرب لدى بشار رغم استخدام السلاح الكيماوي، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على أن النظام يتهاوى بشكل أسرع من أي وقت مضى بغض النظر عن الموقف الأمريكي أو الغربي عموما.

وعلاوة على ذلك، فإن كثيرا من المحللين يرون بأن التدخل الأمريكي لم يحدث إلا من أجل قطف الثمار وجني الأرباح في الوقت المناسب، فالتدخل العسكري الأمريكي لن يكون لإسقاط النظام، بل لإعلان إسقاطه.. والتخلص من الأطراف التي يمكن أن تشكل خطرا على المصالح الأمريكية سواء كانت جزءا من النظام أو جزءا من الثوار..