يا ابني يا خالد، أشعر بألم في بطني، يا ريت تعطينا كاسة شاي بالميرمية..
تم إحضار كوب من الشاي بالميرمية لختيار حارتنا..

ختيار حارتنا: يا ابني، إذا الله سبحانه وتعالى أكرمك بوظيفة عامة، في مؤسسة لخدمة الناس، بلاش تعمل حالك شرطي، ترى الشرطي عمله مختلف ومكانه مختلف..

صورة ختيار حارتنا

أنا: خير يا ختيار، شو عندك؟

ختيار حارتنا: قبل كم يوم كنت مع رفيق لي، ورحنا على (إدارة …) بس للأسف، الموظف تعامل مع رفيقي كأنه شرطي، وماسك كل السلطة، ولا شايف الفرق بالعمر بينه وبين رفيقي..

المهم يا ابني يا خالد حبيت أقلك إنه عشان تتوظف وتاخذ راتب آخر الشهر، لازم تراعي ربنا في مالك وراتبك، لأنك إذا قصرت في واجبك أو هربت من الدوام هذا اسمه سرقة (لأنك ماخذ ثمن هذا الوقت)، عشان هيك، لازم تتأكد دائما إنك مش مديون لشغلك ولا بدقيقية واحدة، قدامك ميزان عند رب العالمين، والحكومة تعطيك راتب على فترة زمنية هي فترة العمل يعني من الساعة ثمانية الصبح حتى نهاية الدوام..

بلاش تكون حرامي أمام رب العالمين، وبلاش تطعم أولادك حرام لأنك تهدر وقت شغلك في شغلات هاملة، ولما يجيه مراجع، يصير يطلعله نواقص ويقله روح جيب كذا جيب كذا واعمل كذا، ولما يرجع ما يلقاه، وينتظره شوي، وما يرجع، وثاني يوم يروح مسكين المراجع عشان يكمل شغله، وبعد ما يطرح عليه السلام، يرد عليه بصلافة، ويقول: شو كل يوم أنت بوجهنا، ما فيه غيرك..

أنا: يا ختيار حارتنا، أنا مش هيك، وأنت عارفني حمار شغل، أصل قبل الدوام، وأطلع آخر واحد..

ختيار حارتنا: لا يا ابني، أنا ما أتكلم عنك، أنا أتكلم عن مجموعة قيم ضيعناها، عن الأمانة والإخلاص والمهارة والاحترام، وهذه الأشياء لو صار فيها خلل، رايح يضيع شغل الناس وتتعطل مصالحهم، لا تزعل مني يا ابني، أنا أتكلم بشكل عام..

أنا: ولا يهمك يا ختيار حارتنا..

ختيار حارتنا: آآآآآخ على أيام زمان يا ابني يا خالد، أيام الحراث والحصيدة وفراط الزيتون، ما كنا نضيع فيها ولا دقيقة إلا للأكل والصلاة.. وشو كانت الأجرة، شوية قمح بآخر الموسم، وكيلو ونص زيت عن كل يوم بعد ما ينعصر، بس الحمد لله، كان فيها بركة، وكان للحياة طعم.