قف.. أنت تسير في الاتجاه الخطأ..

البنية التحيتة من شوارع وطرقات، جسور وأنفاق، مطارات وسكك حديدية، من مدارس وجامعات، مستشفيات ومتنزهات، ومصادر الطاقة والموارد المائية وتصريفها، وشبكات الهاتف والماء والكهرباء… وغيرها الكثير..

وأيضا.. البنى الفوقية، التي تتكون من حزمة من المنظومات السلوكية والأخلاقية والاجتماعية والمعرفية والرؤى المستقبلية والأطر القانونية والسياسية مصبوغة بالعادات والتقاليد والأعراف والعلاقات الانتاجية والاقتصادية وكل ما يضفيه المجتمع من نظم معنوية على مسيرته الحياتية..

كل هذا بعيد عن أفكار نواب المستقبل الأردني..

ترى، بماذا يفكرون للنهوض بالبلد؟

لكنها جملة أريد أن أقولها: إن مشكلة الأردن ليست الفساد وحده حيث ينادي بعلاجه جميع المترشحين وخاصة الفاسدون منهم.. إن مشكلة الأردن تكمن في غياب الحكماء الشرفاء العُدَّل وتحييدهم أو تنويمهم.. ذلك الغياب الذي أدى إلى الفساد، إلى الترهل، إلى المحسوبية، إلى تولي الرويبضة مناصب عليا وقيادية، إلى أفول نجم الفخر أنك أردني..

إنني أنظر الآن إلى كل مترشح على أنه (معروف البخيت، سمير الرفاعي، خالد شاهين، عبد الرؤوف الروابدة، عبد الهادي المجالي، محمد الذهبي، سميح البطيخي، يحيى السعود، محمود الخرابشة…) طبعا ليسوا جميعا فاسدين، وليسوا جميعا منافقين، لكنهم جميعا أردنيون..

أما القوائم، فإني أنظر لها وكأنها (شركة الكهرباء، شركة الفوسفات، ميناء العقبة، سلطة المياه، سلطة إقليم العقبة، المفاعل النووي، السفارة الإسرائيلية بعمان، روتاري عمان، التلفزيون الأردني…)

وكأن هذه القوائم كلها جاهزة للخصخصة..

عزيزي الزائر.. عزيزتي الزائرة.. الإصلاح ليس نقاش، ولا تفاوض، ولا مظاهرات، ولا اعتصامات ولا بلطجة..

الإصلاح.. باختصار.. هو جرّة قلم..