ترى! ما الذي فعلته الأرض حتى نقتلها ونطعنها كل يوم آلاف الطعنات؟ لأنها احتضنتنا؟ أم لأنها تطعمنا وتسقينا؟ أم لأنها تقوم مقام الأم لنا؟
والنزف كما يعلمه الكل منا هو جريان الدم خارج الجسم، وفقدان كميات كبيرة من عناصر بقاء الكائن الحي، من مواد غذائية، أو سوائل وغازات، حتى يشرف الكائن على الموت ما لم يجد أحدا يسعفه بوقف النزف وتعويض ما فقده نتيجة النزف.
هذه هي حال كوكبنا.. إنه ينزف وينزف، ويتجاهله الجاهلون، ويقرع أجراس الخطر حراس الأرض الضعفاء، ينبهون ويحذرون، يجتمعون ويتفرقون، ولا أحد يأبه لهم من لصوص ثروات الأرض الذين يمتلكون القوة والجاه. فهم طفيليون على الأرض وما عليها من نبات وحيوان وماء وإنسان، يفتكون بهذا ويتاجرون بذاك، ويحرقون هذه ويدسون السم لتلك. ترى! ما هي نتيجة أفعالهم؟
تنوعت نتائج أفعالهم بين الكم والنوع، وبين الملموس وغير المحسوس، شوهت الماضي وتسعى لدمار الحاضر وإجهاض المستقبل.