تتجسد عدة صفات سلوكية في الشخصية السامة مما يجعلها الشخصية الأخطر في بيئة العمل؛ لأنها تؤثر بشكل كبير على الأفراد والمجموعات وتساهم في خلق جو غير صحي ومعرقل للإنتاجية. فيما يلي أبرز الصفات التي تجعل الشخصية السامة خطيرة:
1. الانتقاد الدائم:
تتميز الشخصية السامة بأسلوب الانتقاد القاسي والمتكرر للآخرين بوجود أو غياب المبرر، حيث يكون الانتقاد هدفه إضعاف الآخرين أو التقليل من شأنهم. يتم استخدام الانتقاد كوسيلة للسيطرة ولتبرير الأخطاء أيضا، وغالبا ما يكون الانتقاد عدوانيا وغير بناء وعلى شكل التنمر، مما يسهم في خلق بيئة سلبية وعدائية في بيئة العمل.، ويسبب هذا السلوك الإحباط للموظفين الآخرين ويثنيهم عن أي محاولة لتحسين أدائهم أو تقديم أفكار جديدة ذات معنى.
2. التلاعب:
أي اللجوء إلى استخدام الحيل والأساليب الخبيثة للتحكم بالآخرين أو الوصول إلى أهداف الشخصية على حساب الآخرين والتلاعب بمشاعرهم أو آرائهم. يتمثل ذلك في إبراز صورة مزيفة عن الذات، والإيهام بالحبكة القصصية لاستثمار فرص جديدة لاستغلال الزملاء أو الزبائن.
3. العدوانية:
أي اللجوء إلى استخدام السلوكيات العنيفة في التعامل مع الآخرين في بيئة العمل، مثل التهديدات، والانتقادات اللاذعة، والسلوكيات الجسدية أو اللفظية العدائية. تؤدي العدوانية إلى إحداث توتر وعداء بين الزملاء، وقد تؤثر سلبًا على الأجواء العامة في العمل وعلى أداء الفريق بشكل عام.
4. الغيبة والنميمة:
هما تصرفات سلبية تتمثل التحدث عن الآخرين بشكل غير لائق أثناء غيابهم، سواء بنقل الأخبار والمعلومات السلبية أو بالتعليق على صفاتهم وأفعالهم بطريقة تهدف إلى تشويه سمعتهم أو علاقاتهم. تؤدي هذه الأفعال إلى خلق بيئة عمل مشحونة بالتوتر والعداء، وتؤثر سلبا على الثقة والتعاون بين الزملاء.
5. الأنانية:
تعبر عن التركيز الشديد على الاهتمامات الشخصية والرغبات الذاتية دون مراعاة لاحتياجات أو مصالح الفريق أو المؤسسة. تتمثل هذه السمة في التقديم الدائم للنفس على الآخرين، والتطلع إلى تحقيق المكاسب الشخصية على حساب العمل الجماعي. تتسبب الأنانية في إحداث انقسامات وتوترات في العلاقات العملية، وتعيق التعاون والتفاعل الإيجابي، مما يؤثر سلبًا على الأداء الجماعي وروح الفريق بشكل عام.
6. عدم تحمل المسؤولية:
أي الهروب من الواجبات والمهام، أو الإفلات من المساءلة عن أخطائه أو سلوكه الضار، وتميل الشخصية السامة إلى إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف الخارجية. تتسم هذه الشخصيات بتجنب المواجهة المباشرة للمشاكل والتفاوض بشكل بنّاء، مما يؤثر سلباً على الثقة والتعاون في بيئات العمل، ويعيق التقدم نحو حل المشكلات وتحقيق الأهداف المشتركة..
7. التشاؤم:
هو نزعة نفسية أو فلسفية تجعل الفرد يميل إلى توقع الأسوأ من الأحداث والمواقف في الحياة. يركز الشخص المتشائم على الجوانب السلبية، ويرى أن الأمور لن تتحسن، بل ستزداد سوءاً، مما يؤثر على معنويات الفريق ويقلل من الحماس والإبداع.
8. التنافس غير الصحي:
سعي الأفراد لتحقيق النجاح على حساب زملائهم بشكل غير نزيه، مما يؤدي إلى خلق بيئة عمل مشحونة بالتوتر والعداء. تشمل واللجوء أحيانا إلى تخريب جهود الآخرين، نشر الشائعات، التلاعب بالمعلومات، وعدم التعاون، وهذا يقود يؤدي إلى انقسام الفريق وإضعاف الروح الجماعية.
9. الإهانة والتقليل من شأن الآخرين:
هو تصرف شائن يتمثل في التقليل من شأن شخص ما، أو التحدث عنه أو معاملته بطريقة غير محترمة ومهينة، يتضمن هذا السلوك استخدام الكلمات أو الأفعال التي تجرح كرامة الشخص أو تجعله يشعر بالخجل أو الإذلال. مما يسبب يغيب ثقة الأفراد بأنفسهم، ويؤدي إلى شعورهم بالإهانة والاستياء.
10. الاحتكار المعرفي:
ممارسة تقييد الوصول إلى المعلومات والمعرفة واستخدامها من قبل مجموعة أو فرد معين بهدف الحفاظ على السلطة أو السيطرة، ويتضمن أيضا حجب المعلومات، وعدم مشاركة الخبرات، وتقييد التعليم والتدريب. ويمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى عدم المساواة في الفرص، وتثبيط الابتكار والتطور، وإعاقة النمو الشخصي والمهني للآخرين.
وليس بالضرورة أن تمتلك الشخصية السامة هذه الصفات جميها، ولكن يكفي أن تمتلك معظمها لتكون شخصية سامة كالأفعى أو العقرب أو حتى الثعالب والذئاب المفترسة.
مدونة خالد الشريعة http://kwna.net
اكتشاف المزيد من خالد الشريعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
انشر رأيك أو تعليقك حول هذا الموضوع