دور الجمعيات الخيرية في تنمية المجتمعات
مقدمة
العمل الخيري هو عمل قائم على التبرع أو التطوع، يقدمه الإنسان لخدمة الآخرين، خاصة المحتاجين، دون النظر إلى دينهم أو أفكارهم، وبدون مقابل مادي. قد يكون الدافع لتحقيق هدف أكبر مثل الثناء والشهرة أو بدوافع سياسية، ولكن في الإسلام، المؤمن يقوم بذلك لأهداف تتعلق بالآخرة، طمعا في الثواب من الله.
ارتبط العمل الخيري بوجود الإنسان، حيث شهدت معظم المجتمعات أشكالا وصورا متعددة منه عبر التاريخ. تشير الشواهد والآثار إلى أن كل حضارة قديمة شهدت أعمالا تطوعية في تاريخها. واقترح الفيلسوف اليوناني أرسطو (خطة لرعاية الرقيق) كجزء من الشعب، مما يظهر أن العمل الخيري قديم قدم الإنسانية، رغم أنه لم يكن منظما إلا بظهور الأديان السماوية. فقد دعت الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، إلى العمل الخيري في المجالين الاجتماعي والإنساني.
ولقد قدم الإسلام دورا بارزا ونماذج مشرقة عبر تاريخه في تعزيز وتطوير (العمل الخيري) بهدف الحفاظ على استمراريته وتعزيز دوره الفعال في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. واليوم، تواصل المؤسسات الخيرية الإسلامية أداء هذا الدور الحيوي – ورغم اختلاف تسمياتها ومجالات عملها – تتميز العمل الخيري في الإسلام بخصائص مميزة، منها::
- الشمول: يقدم المسلم الخير والعون لكل محتاج، سواء كان قريبا أو بعيدا، صديقا أو عدوا، مسلما أو غير مسلم، إنسانا أو حيوانا.
- التنوع والاستمرارية: تتعدد صور العمل الخيري بحسب حاجات الناس وقدرة فاعل الخير، سواء كان ذلك فريضة دورية مثل زكاة المال، أو غير دورية مثل نفقة القريب على قريبه المعسر.
- الرقي في التنفيذ والأداء: يتبع من يقوم بالعمل الخيري قواعد وضوابط وسنن، مثل احترام المحتاج، والحفاظ على هيبته وخصوصيته، والإخلاص في العمل، وتجنب مظاهر النفعية.
- قوة الحوافز: تلعب الحوافز دورا حاسما في دفع الفرد للعمل الخيري، من خلال دعم حب الخير، وتجديد الدافعية للأعمال الخيرية، والرغبة في تبنيها ونشرها، والتسابق لتحقيقها بأفضل السبل.
الفصل الأول – بوصلة الجمعيات الخيرية
التعريف – الأهداف – الأثر – التحديات والفرص
تعريف الجمعيات الخيرية
الجمعيات الخيرية هي مؤسسات غير ربحية أنشئت بهدف تقديم الدعم والمساعدة للفئات الاجتماعية المحتاجة والمجتمعات التي تعاني من أوضاع صعبة، بهدف تحسين ظروفهم. تعتمد هذه الجمعيات عادة على التبرعات والصدقات والهبات من الأفراد والشركات والمؤسسات الأخرى والمنح الحكومية في بعض الدول.
أهداف الجمعيات الخيرية في المجتمع:
مثلها كمثل أي كيان آخر، فإن الجمعيات الخيرية تأسست لتحقيق مجموعة من الأهداف، من أبرزها:
- مكافحة الفقر: من خلال توفير القروض الصغيرة، برامج التدريب المهني، ودعم المشاريع الصغيرة لتمكين الأفراد اقتصاديا.
- تخفيف حدة الجوع والفقر: عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية مثل الطعام، الماء النظيف، الملابس، والمأوى للأشخاص في الظروف الصعبة أو المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات.
- توفير المياه النظيفة ومشاريع الصرف الصحي: عبر حفر الآبار وبناء أنظمة الصرف الصحي في المناطق التي تعاني من ندرة المياه النظيفة، والتوعية بأهمية النظافة والصحة العامة.
- دعم الفئات المهمشة: تقديم الدعم للأيتام، الأرامل، كبار السن، والمشردين، والعمل على تحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية.
- رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة: من خلال توفير المعدات الطبية والأدوات المساعدة، وإنشاء مراكز تأهيلية في مختلف الجوانب التعليمية والصحية والمهنية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم، وتوعية المجتمع بحقوقهم وسبل الوقاية من الإعاقة.
- تمكين المرأة: عبر تقديم برامج تدريب مهني وتعليمي للنساء لتمكينهن اقتصاديا واجتماعيا، ودعم حقوق المرأة ومكافحة العنف ضدها.
- أعمال الإغاثة الإنسانية: من خلال تقديم المساعدات الطارئة في حالات الكوارث، ودعم اللاجئين والمشردين، وتوفير الغذاء والماء والمأوى.
- دعم الأطفال الأيتام والأسر المتضررة: بإنشاء دور الأيتام وتقديم الرعاية اللازمة للأطفال الذين فقدوا أسرهم، ودعم الأسر التي تعاني من الأزمات المالية أو الاجتماعية.
- تحسين الرعاية الصحية: بناء المستشفيات والمراكز الصحية، وتقديم الرعاية الطبية والعلاج للأشخاص غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية.
- مكافحة الأمراض الوبائية: من خلال تنظيم حملات تطعيم وعلاج للأمراض الوبائية مثل الملاريا والإيدز، وتوفير العلاجات اللازمة للمصابين بالأمراض المزمنة.
- دعم التعليم: عبر توفير المنح الدراسية، بناء المدارس والمراكز التعليمية، وتقديم الدعم التعليمي للأطفال والشباب، وتوفير المواد الدراسية في المناطق الفقيرة.
- التنمية الاقتصادية: من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير التدريب المهني وبناء القدرات، وتقديم القروض الصغيرة والدعم المالي.
- حماية البيئة: عبر تنفيذ مشاريع للحفاظ على البيئة وزيادة الوعي بأهمية حماية الموارد الطبيعية، والتوسع في المساحات الخضراء، وتنظيف المناطق الطبيعية، وتشجيع استخدام الطاقة النظيفة.
- تعزيز الثقافة والفنون: دعم الأنشطة الثقافية والفنية لتعزيز التراث الثقافي والفني في المجتمع، وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية، وتقديم الدعم للفنانين والمبدعين.
أثر الجمعيات الخيرية في المجتمعات
تلعب الجمعيات الخيرية دورا حيويا في تعزيز المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة، فيما يلي مجموعة من الآثار الإيجابية التي تتركها هذه الجمعيات، مدعومة بأمثلة واقعية ومصادر موثوقة:
1. تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية: تسهم الجمعيات الخيرية في تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص العمل وتنشيط الأسواق، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويقلل من الإنفاق الحكومي على الخدمات العامة.
2. تقديم الخدمات الأساسية للفئات المهمشة: تعمل الجمعيات الخيرية على سد الفجوات في الخدمات التي قد لا تغطيها الحكومات، مثل توفير الغذاء، المأوى، والرعاية الصحية، هذه المنظمات تعزز المشاركة المدنية والقيادة، وتدفع النمو الاقتصادي، وتقوي نسيج مجتمعاتنا.
3. دعم التعليم وتحسين فرص الوصول إليه: تسهم الجمعيات الخيرية في تحسين جودة التعليم وتوسيع فرص الوصول إليه، خاصة في المناطق الريفية والمحرومة.
4. تمكين المرأة وتعزيز المساواة: تلعب الجمعيات الخيرية دورًا مهمًا في تمكين المرأة ومكافحة التمييز.
5. الاستجابة للكوارث وتقديم الإغاثة: في حالات الكوارث الطبيعية، تكون الجمعيات الخيرية في طليعة المستجيبين، حيث تقدم المساعدات الفورية وتدعم جهود التعافي.
6. دعم الصحة العامة ومكافحة الأمراض: تسهم الجمعيات الخيرية في تحسين الصحة العامة من خلال دعم الأبحاث الطبية وتوفير الرعاية الصحية.
7. تعزيز الابتكار الاجتماعي: تدعم الجمعيات الخيرية الابتكار في تقديم الحلول للمشكلات الاجتماعية.
8. تعزيز المشاركة المجتمعية والتطوع: تشجع الجمعيات الخيرية على المشاركة المجتمعية من خلال فرص التطوع، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويمنح الأفراد شعورًا بالانتماء والمسؤولية.
9. التأثير في السياسات العامة والدعوة للتغيير: تلعب الجمعيات الخيرية دورًا في التأثير على السياسات العامة من خلال الدعوة والتوعية.
10. تعزيز الثقافة والفنون: تدعم الجمعيات الخيرية الثقافة والفنون من خلال تمويل البرامج الثقافية والفنية، مما يعزز الهوية الثقافية ويحفز الإبداع.
التحديات والفرص التي تواجه الجمعيات الخيرية
أولا – التحديات
- نقص التمويل: تعتمد الجمعيات الخيرية بشكل أساسي على التبرعات والهبات لتمويل برامجها، مما يجعل التمويل غير مستقر ويصعب التخطيط للمشاريع طويلة الأمد. كما تزداد التحديات المالية بسبب التنافس الشديد بين الجمعيات على الموارد المالية، ما يقلل من التمويل المتاح لكل جمعية، خاصة مع تفاوت القدرات التسويقية لديها.
- زيادة الطلب على الخدمات: تواجه الجمعيات تحديا كبيرا بارتفاع عدد المستفيدين من خدماتها، مما يزيد الضغط على مواردها وقدراتها. وتزداد هذه المشكلة في ظل الأزمات الاقتصادية والإنسانية في المناطق التي تعمل فيها، مما يزيد الطلب على الخدمات مقابل نقص الموارد.
- القضايا القانونية والتنظيمية: يعاني العديد من القائمين على الجمعيات من نقص في المعرفة القانونية المتعلقة بعمل الجمعيات الخيرية، مما يصعب عليهم التعامل مع القوانين واللوائح الحكومية. كما يواجه بعض مؤسسي الجمعيات تحديات في الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة للعمل في بعض الدول والمناطق.
- نقص الكوادر المؤهلة: تحتاج الجمعيات إلى كوادر وظيفية مؤهلة ذات كفاءة عالية لأداء عملها بشكل كامل، لكن من الصعب الحصول على هذه الكفاءات بأجور منخفضة. مما يصعب جذب والاحتفاظ بالموظفين المؤهلين والمتطوعين ذوي الكفاءات العالية، إضافة إلى الحاجة المستمرة لتدريب وتطوير الكوادر الحالية.
- الشفافية والمساءلة: تواجه الجمعيات تحديات في تحقيق الشفافية والمساءلة أمام المتبرعين والمجتمع، مما يتطلب وضوحا وانفتاحا في المعلومات والعمليات، وتحمل المسؤولية عن القرارات والأفعال وتقديم تفسيرات واضحة للجهات المعنية.
- صعوبة الوصول إلى المناطق النائية والمحرومة: تعاني الجمعيات من صعوبة الوصول إلى المناطق النائية بسبب ضعف البنية التحتية أو الأوضاع الأمنية غير المستقرة، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل والتوزيع في هذه المناطق.
- الوعي والتواصل: تحتاج الجمعيات إلى رفع مستوى الوعي بأهدافها وبرامجها لجذب المتبرعين والمتطوعين، وهذا يتطلب تكاليف إضافية للدعاية والإعلان. كما تواجه صعوبات في التواصل مع المستفيدين من خدماتها بسبب العوائق اللغوية أو الثقافية.
- استدامة الأثر: تواجه الجمعيات صعوبة في تحقيق تأثير مستدام وطويل الأمد على المجتمعات المستفيدة، بسبب تكرار الظروف التي تستدعي وجودها مثل الحروب والنزاعات والجفاف وضعف التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- التغيرات السياسية والاقتصادية: تؤثر التغيرات السياسية أو الاقتصادية بشكل كبير على عمليات الجمعيات، خاصة في المناطق غير المستقرة، كما تؤثر الأزمات الاقتصادية سلبيا على حجم التبرعات والتمويل المتاح.
- التكنولوجيا والبنية التحتية: يتطلب التكيف مع التطورات التكنولوجية استخدام التكنولوجيا لتحسين الكفاءة والشفافية، إضافة إلى تحديث البنية التحتية التكنولوجية وضمان الأمان السيبراني.
- تحديات الوعي والمشاركة المجتمعية: تشمل صعوبة تعزيز الوعي بأهداف وبرامج الجمعيات بشكل فعال في المجتمعات المستهدفة، وضرورة بناء شراكات مستدامة مع الجهات المحلية لضمان تفاعل ومشاركة فعالة.
ثانيا – الفرص
- نمو الوعي العالمي: ازدياد الاهتمام العالمي بالقضايا الاجتماعية والبيئية يفتح الباب أمام الجمعيات لجذب المزيد من المتبرعين والمؤيدين.
- الابتكار التكنولوجي: استخدام التكنولوجيا لتحسين الكفاءة التشغيلية وتوسيع نطاق العمل، مثل الجمع الإلكتروني للتبرعات والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- الشراكات الاستراتيجية: بناء شراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والحكومات لتحقيق أهداف مشتركة وزيادة الأثر الاجتماعي.
- الابتكار في النماذج التمويلية: تطوير نماذج جديدة للتمويل مثل الاستثمار الاجتماعي والصناديق الاستثمارية لتعزيز الاستدامة المالية.
- تبني الاستدامة: العمل على مشاريع تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
- الابتكار في البرامج والخدمات: تطوير برامج جديدة وفعالة لتلبية احتياجات المجتمعات المستهدفة، وتبني حلول إبداعية لمواجهة التحديات الاجتماعية والبيئية.
- التأثير على السياسات العامة: الفرصة للمشاركة في صياغة السياسات العامة والقضايا الاجتماعية والبيئية على مستوى الدول والمجتمعات.
- تعزيز الشبكات الدولية: التبادل الدولي للخبرات والموارد مع منظمات خيرية أخرى لتعزيز الفعالية وتحقيق أثر أكبر.
- التبادل والتعاون الدولي: التعاون مع جمعيات خيرية أخرى ونقل الخبرات والممارسات الناجحة بين الدول.
- التمويل الدولي: فرص الحصول على تمويل دولي ومنح لدعم المشاريع الخيرية وتوسيع العمل التنموي.
- التأثير العالمي: العمل على مستوى دولي لحل المشكلات العالمية مثل الفقر والأمراض والتغير المناخي.
الفصل الثاني – قصص النجاح
نماذج الخير من الجمعيات والمبادرات والأفراد
أولا – قصص نجاح جمعيات خيرية
جمعية البر بالرياض (السعودية):
تأسست في عام 1954 (1374هـ)، وتعتبر من أقدم الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية، تهدف الجمعية إلى تقديم المساعدات المالية والعينية للفقراء والمحتاجين، ودعم الأيتام والأسر المحتاجة، وتنفيذ برامج تنموية تهدف إلى تحويل الأسر من محتاجة إلى منتجة. توسعت الجمعية بشكل كبير وأصبحت تدير العديد من البرامج والمشاريع، بما في ذلك توفير الإسكان والرعاية الصحية والتعليم.
جمعية العون المباشر (الكويت):
تأسست في عام 1981، تحت اسم “لجنة مسلمي ملاوي”، ثم تغير اسمها إلى “لجنة مسلمي إفريقيا” عام 1984، وأخيرًا إلى “جمعية العون المباشر” عام 1999، وذلك لتوسيع نطاق عملها ليشمل جميع المحتاجين بغض النظر عن ديانتهم، وهي جمعية خيرية إنسانية تركز على تقديم المساعدات التنموية والإغاثية في الدول الفقيرة. تعمل الجمعية على بناء المدارس والمستشفيات، حفر الآبار، وتقديم المساعدات الغذائية والطبية. نجحت الجمعية في تحسين حياة الآلاف من الأشخاص في أفريقيا وآسيا، تأسست الجمعية على يد الدكتور عبد الرحمن حمود السميط (1947–2013)، وهو طبيب كويتي وداعية إسلامي، كرس حياته للعمل الخيري في إفريقيا.
جمعية الأطفال المعوقين (السعودية):
تأسست الجمعية رسميا عام 1982م (1402هـ) بمبادرة من الدكتور غازي القصيبي بهدف تقديم الرعاية الشاملة للأطفال المعوقين، بما في ذلك الرعاية الطبية والتعليم والتأهيل. تنظم الجمعية حملات توعوية وبرامج دعم للأسر، ونجحت في تحسين حياة العديد من الأطفال وتقديم الدعم اللازم لأسرهم.
جمعية الهلال الأحمر الإماراتي (الإمارات):
تأسست الجمعية في 31 يناير 1983، كهيئة إنسانية تطوعية تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية داخل الإمارات وخارجها، وتعتبر من أكبر الجمعيات الخيرية في الإمارات. تقدم الجمعية مساعدات إنسانية وإغاثية في حالات الطوارئ والكوارث حول العالم، وتعمل على بناء المدارس والمستشفيات وتقديم الرعاية الصحية والتعليمية للمحتاجين في مختلف الدول.
جمعية الأيادي البيضاء (لبنان):
تأسست جمعية الأيادي البيضاء في لبنان عام 1984، وتهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للفقراء والمحتاجين، حيث تدير مراكز تعليمية وصحية، وتقدم الدعم للأيتام والأسر الفقيرة، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع تنموية لتحسين حياة المجتمع المحلي، مثل إنشاء مخابز خيرية بالتعاون مع منظمات دولية، وتنفيذ مشاريع تعليمية وصحية، وحفر آبار لتأمين المياه النظيفة، مع سعيها الدائم لتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي، والتعاون مع الهيئات الحكومية والأهلية لتحقيق أهدافها الخيرية والتنموية.
جمعية إنقاذ الطفل الأردنية (الأردن):
تأسست مؤسسة إنقاذ الطفل في الأردن عام 1974 برعاية الأميرة بسمة بنت طلال، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تحسين حياة الأطفال والنساء عبر برامج التعليم والصحة والحماية وسبل العيش، وتعمل في مختلف مناطق المملكة ومخيمات اللاجئين، وتصل برامجها إلى أكثر من نصف مليون مستفيد سنويًا بالشراكة مع جهات محلية ودولية لضمان حقوق الأطفال في البقاء والنماء والحماية والمشاركة..
جمعية الأمل (العراق):
تأسست جمعية الأمل العراقية عام 1992 كمنظمة غير حكومية تسعى إلى تعزيز حقوق الإنسان والتنمية المستدامة في العراق، مع تركيز خاص على تمكين النساء والشباب والفئات المهمشة، وقد ساهمت في إقرار كوتا تمثيل النساء بالبرلمان ونفذت برامج تعليمية واقتصادية لدعم المشاركة المجتمعية وبناء مجتمع مدني عادل.
جمعية قطر الخيرية (قطر):
تأسست في عام 1992 وهي واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية في قطر، وهي كمنظمة غير حكومية، تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ. تعمل الجمعية في مجالات متعددة تشمل التعليم، والصحة، والمياه والإصحاح، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. تنفذ قطر الخيرية مشاريعها في أكثر من 60 دولة حول العالم، وتستفيد منها ملايين الأشخاص سنويًا..
جمعية إنسان لرعاية الأيتام (السعودية):
تأسست الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) في عام 1999، تسعى الجمعية إلى تقديم رعاية شاملة للأيتام وأمهاتهم، تشمل المساعدات المالية والتعليمية والصحية، بهدف تحسين جودة حياتهم وتمكينهم اجتماعيًا واقتصاديًا. تدير الجمعية أكثر من 20 فرعا في مختلف مناطق المملكة، وتقدم خدماتها لأكثر من 41 ألف يتيم وأرملة. تعد “إنسان” من أبرز الجمعيات الخيرية في السعودية، وقد حصلت على العديد من الجوائز تقديرًا لجهودها في مجال العمل الخيري..
جمعية رسالة للأعمال الخيرية (مصر):
تأسست جمعية رسالة للأعمال الخيرية في مصر عام 1999 كنشاط طلابي بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، بإشراف الدكتور شريف عبد العظيم، وتم إشهارها رسميا في 2000، وتعد من أبرز المؤسسات الخيرية في مصر، حيث تمتلك أكثر من 67 فرعا وتضم أكثر من 1.5 مليون متطوع، وتقدم الجمعية مجموعة واسعة من الأنشطة الخيرية، تشمل رعاية الأيتام، دعم الأسر الفقيرة، تقديم الخدمات الطبية والتعليمية، محو الأمية، رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، تنظيم القوافل الطبية والإغاثية، بالإضافة إلى حملات التبرع بالدم وإعمار المساجد والمدارس، تسعى الجمعية إلى تعزيز روح التطوع والإيجابية في المجتمع المصري، وتقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجا..
جمعية الإحسان (الجزائر):
تأسست جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني في الجزائر بهدف تقديم الدعم والمساعدة للفئات المحتاجة والمعوزة في المجتمع، تعمل الجمعية على مدار السنة من خلال تنظيم حملات تبرعات ومشاريع تنموية متعددة تشمل توزيع المساعدات الغذائية والطبية، وتقديم الدعم التعليمي والتدريب المهني، وتوفير السكن للمشردين، وتنظيم الفعاليات الثقافية والترفيهية للمجتمع المحلي. تعتمد جمعية البركة على التبرعات الخاصة والتمويل الحكومي والتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لتحقيق أهدافها الإنسانية والخيرية، وتسعى إلى بناء مجتمع أكثر تضامنًا ورعاية لجميع أفراده.
مؤسسة الملك خالد الخيرية (السعودية):
تأسست مؤسسة الملك خالد الخيرية عام 2001 في مدينة الرياض، بمبادرة من أسرة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، بهدف تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في المملكة العربية السعودية، تركز المؤسسة على تمكين الأفراد والمنظمات من خلال برامج بناء القدرات، وتقديم المنح التنموية، ودعم البحوث الاجتماعية، بالإضافة إلى كسب التأييد للسياسات العامة، من أبرز مبادراتها “جائزة الملك خالد” التي تمنح للمؤسسات والأفراد المتميزين في مجالات التنمية، ومشروع “الفرص الخضراء” لدعم المبادرات البيئية المستدامة. كما تسعى المؤسسة إلى توثيق إرث الملك خالد وتعزيز قيمه من خلال دعم المشاريع التي تعكس رؤيته في العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
ملتقى سيدات الأعمال والمهن (الأردن):
تأسس ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني عام 1976 كمنظمة غير حكومية وغير ربحية تهدف إلى تمكين المرأة الأردنية وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. يعمل الملتقى على دعم سيدات الأعمال والمهنيات من خلال تقديم التدريب، والمشورة، وبناء القدرات، وتوفير فرص متكافئة في مختلف القطاعات. كما يسعى إلى توثيق التعاون مع الهيئات المحلية والدولية، وتنفيذ مشاريع ومبادرات تسهم في رفع مكانة المرأة الأردنية في المجتمع.
جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية (السعودية):
تأسست جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية الخيرية في عام 2005 بمنطقة مكة المكرمة، وتهدف إلى تقديم خدمات صحية تطوعية للمحتاجين. تشمل برامجها العلاج الخيري، الأمومة والطفولة، الصيدلية الخيرية، والقوافل الطبية. وقد خدمت الجمعية أكثر من نصف مليون مستفيد حتى نهاية 2019، مع استمرارها في تحسين وتوسيع خدماتها الصحية..
جمعية أمل للأسرة والطفل (تونس):
تأسست جمعية أمل للأسرة والطفل في تونس عام 2005، وتهدف إلى دعم النساء في أوضاع هشة، خاصة الأمهات العازبات، وتمكينهن اجتماعيًا واقتصاديًا. كما توفر الجمعية رعاية متعددة الأبعاد للأطفال في حالات صعبة لتحسين مستوياتهم الثقافية والأكاديمية.
ثانيا – نماذج المبادرات والمشاريع والأولويات
فيما يلي أبرز عشرين نموذجا للمبادرات والمشاريع والأولويات التي قدمتها الجمعيات الخيرية على مستوى الوطن العربي، علما بأن هناك مئات النماذج الأخرى، لكن ما سنسردها هنا هو للمبادرات الأكثر انتشارا. وإليك عشرين مثالا لأفضل المبادرات التي تقدمها الجمعيات الخيرية على مستوى الوطن العربي:
العيادات الطبية المتنقلة: تقدمها جمعيات مثل الهلال الأحمر الإماراتي وجمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية في السعودية، حيث توفر الرعاية الطبية للمناطق النائية والمحرومة.
مشاريع التعليم والتدريب المهني: مثل مبادرة “التعليم للجميع” التي تقدمها مؤسسة الملك خالد الخيرية في السعودية، وتوفير التعليم والتدريب المهني للشباب لتعزيز فرصهم في سوق العمل.
برامج كفالة الأيتام: مثل برنامج كفالة الأيتام الذي تقدمه جمعية إنسان لرعاية الأيتام في السعودية، والذي يوفر الدعم المالي والتعليمي والرعاية الصحية للأيتام.
القوافل الإغاثية: مثل القوافل التي تنظمها جمعية تونس الخيرية، وتوفر المساعدات الغذائية والطبية للمتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات.
مشاريع الإسكان: مثل مشروع بناء المنازل للفقراء الذي تقدمه جمعية رسالة للأعمال الخيرية في مصر، والذي يوفر مساكن لائقة للأسر المحتاجة.
مبادرات الدعم النفسي والاجتماعي: مثل برامج الدعم النفسي للأسر المتضررة من النزاعات التي تقدمها جمعية الأمل العراقية.
برامج التوعية الصحية: مثل مبادرة “صحة العائلة” التي تنظمها جمعية بسمة في المغرب، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي الصحي بين الأسر وتقديم الفحوصات الطبية المجانية.
مشاريع المياه والصرف الصحي: مثل مشروع حفر الآبار الذي تنفذه جمعية العون المباشر في الكويت، والذي يهدف إلى توفير مياه الشرب النقية للمجتمعات الفقيرة.
مبادرات مكافحة الفقر: مثل برنامج “تمكين الأسر الفقيرة” الذي تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن في المغرب، والذي يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للأسر الفقيرة من خلال تقديم الدعم المالي والتدريب المهني.
برامج توزيع الطعام: مثل مبادرة “إفطار صائم” التي تنظمها العديد من الجمعيات الخيرية في رمضان، مثل جمعية الهلال الأحمر الإماراتي وجمعية البر بالرياض.
مشاريع رعاية المسنين: مثل مشروع دار الأمان لرعاية المسنين في تونس، والذي يوفر الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين الذين لا يملكون دعما عائليا.
مبادرات التعليم للأطفال اللاجئين: مثل البرامج التي تقدمها جمعية قطر الخيرية لتوفير التعليم للأطفال اللاجئين في المناطق المضطربة.
برامج التمكين الاقتصادي للنساء: مثل مبادرة “تمكين المرأة” التي تقدمها جمعية سيدات الأعمال والتنمية المجتمعية في الأردن، والتي تدعم النساء في إنشاء مشاريع صغيرة وتحقيق الاستقلال المالي.
مشاريع الطاقة الشمسية: مثل المبادرات التي تنفذها جمعية كافل اليتيم الوطنية في الجزائر لتوفير الطاقة الشمسية للمناطق النائية.
مبادرات الحفاظ على البيئة: مثل برامج التوعية البيئية التي تقدمها جمعيات مثل جمعية الأمل العراقية، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.
برامج إعادة التأهيل والتدريب للأشخاص ذوي الإعاقة: مثل مبادرة جمعية بسمة لتأهيل المعوقين في تونس، والتي توفر التدريب والتأهيل المهني للأشخاص ذوي الإعاقة.
مبادرات مكافحة الأمية: مثل برامج محو الأمية التي تنظمها جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني في الجزائر، والتي تهدف إلى تعليم الكبار الذين لم يحصلوا على فرصة التعليم.
مشاريع تنمية المجتمعات الريفية: مثل مبادرة “تنمية الريف” التي تقدمها جمعية الأيدي البيضاء في المغرب، والتي تهدف إلى تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية في المناطق الريفية.
برامج الرعاية الصحية للأطفال: مثل مشروع “طفل سليم” الذي تنفذه جمعية إنقاذ الطفل الأردنية، والذي يوفر الفحوصات الطبية والعلاج للأطفال في المناطق المحرومة.
مبادرات تمكين الشباب: مثل برامج التدريب والتوظيف التي تنظمها جمعية ناس الخير في الجزائر، والتي تهدف إلى تعزيز مهارات الشباب ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل.
هذه المبادرات تمثل نماذج مميزة لجهود الجمعيات الخيرية في تحسين حياة الناس وتعزيز التنمية المستدامة في مختلف الدول العربية.
ثالثا – قصص نجاح فردية في العمل الخيري في الوطن العربي
- هناء الإدريس (الكويت): قادت مبادرات خيرية لدعم اللاجئين السوريين، حيث وفرت المساعدات الغذائية والطبية والتعليمية لهم، مما أسهم في تحسين ظروف حياة العديد من الأسر اللاجئة.
- عائشة الشنا (المغرب): مؤسسة جمعية التضامن النسوي في المغرب، عملت على دعم الأمهات العازبات وأطفالهن من خلال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني، مما ساعد العديد من النساء في بناء حياة مستقلة وكريمة.
- شريف عبد العظيم (مصر): مؤسس جمعية رسالة للأعمال الخيرية، التي تُعد من أكبر الجمعيات الخيرية في مصر. قاد الجمعية لتصبح واحدة من أبرز المؤسسات الخيرية في البلاد، مقدمة الدعم للفقراء والمحتاجين من خلال برامج تشمل الرعاية الصحية والتعليمية والغذائية
- علي شعواطي (الجزائر): رئيس جمعية كافل اليتيم الوطنية، التي تأسست في عام 1989 بمدينة البليدة، قاد الجمعية لتصبح واحدة من أبرز المؤسسات الخيرية في الجزائر، مقدمة الدعم والرعاية للأيتام والأرامل من خلال برامج تشمل المساعدات الغذائية، الملابس، الأضاحي، والتدريب المهني.
- الأب فيليب جبرائيل (لبنان): مؤسس جمعية “بيت النعمة” التي تأسست في عام 2004 في لبنان. تهدف الجمعية إلى توفير الرعاية للمسنين الذين لا يملكون دعمًا عائليًا، مما أسهم في تحسين حياتهم من خلال تقديم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لهم.
- ليلى بن علي (تونس): مؤسسة جمعية “بسمة” لتشجيع تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تأسست عام 2000. تهدف الجمعية إلى دعم الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير التدريب المهني والتعليم والتأهيل، مما ساعد العديد منهم على تحقيق الاستقلالية الاقتصادية.
- فوزية بنت عبد الله زينل (البحرين): ناشطة اجتماعية وسياسية بحرينية بارزة، شغلت مناصب قيادية في مؤسسات خيرية، منها جمعية البحرين الخيرية والجمعية البحرينية لتنمية الطفولة. ساهمت في دعم المرأة والأسر المحتاجة، وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مما أسهم في تحسين مستوى الدعم الاجتماعي والاقتصادي للفئات الهشة في المجتمع البحريني.
- الدكتور موسى الرياشات (الأردن): مؤسس جمعية “أصدقاء مرضى السرطان الخيرية” في الأردن، التي تأسست عام 2014. ساهمت الجمعية تحت قيادته في تحسين حياة العديد من المرضى من خلال توفير المساعدات الصحية والغذائية، بالإضافة إلى حملات التوعية والأنشطة التي تهدف إلى دعم المجتمع المحلي في مواجهة تحديات مرض السرطان.
تجسد هذه القصص التفاني والإصرار للأفراد الذين عملوا بجد لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم، مما يؤكد على قوة الفرد في تقديم المساعدة والتأثير في حياة الآخرين بشكل إيجابي.
الفصل الثالث – دعم الجمعيات الخيرية
كيفية المشاركة والدعم في العمل الخيري
دعم الجمعيات الخيرية يمثل جزءا أساسيا من بناء مجتمعات أكثر إنسانية واستدامة. بفضل التبرعات والمساهمات المالية والمعنوية من الأفراد والشركات والمؤسسات، وبناء على ذلك، تستطيع الجمعيات الخيرية تقديم خدمات أساسية وبرامج تنموية تؤثر بشكل إيجابي في حياة المحتاجين والفئات الضعيفة في المجتمع. يتضمن دعم الجمعيات الخيرية توفير التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة في حالات الطوارئ، ودعم العمل الاجتماعي والثقافي، إلى جانب الاستثمار في المشاريع البيئية والزراعية المستدامة. كما يساهم الدعم في تعزيز المشاركة المجتمعية والوعي بالقضايا الاجتماعية المهمة، مما يساهم في بناء مستقبل مشرق يتسم بالعدالة والتعاون بين أفراد المجتمع. إن دعم الجمعيات الخيرية ليس مجرد واجب إنساني، بل هو استثمار حقيقي في تحقيق تغيير إيجابي ومستدام يعود بالنفع على المجتمع بأسره. وهناك عدة طرق يمكنك من خلالها دعم العمل الخيري والمشاركة في جهود الجمعيات الخيرية. إليك بعض الطرق الأكثر انتشارا:
التبرع المالي: يمكنك التبرع بالأموال للجمعيات الخيرية عبر مواقعهم الإلكترونية، أو من خلال حملات التبرع التي ينظمونها، أو عبر التحويلات المصرفية.
التطوع: قدم وقتك ومهاراتك من خلال التطوع للعمل مع الجمعيات الخيرية في أنشطتها المختلفة، مثل توزيع المساعدات، أو العمل في المشاريع التنموية، أو المساعدة في الحملات التوعوية، سواء بالجهد أو المهارة أو الاستشارة والخبرة.
التبرع بالمواد الغذائية والملابس: يمكنك جمع الأغذية والملابس والأشياء الأخرى التي لا تحتاجها وتقديمها للأسر المحتاجة من خلال الجمعيات الخيرية.
الدعم الإعلامي والتوعية: ساهم في نشر الوعي بأهمية العمل الخيري ودور الجمعيات الخيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وشارك في حملات الدعم والتبرع عبر هذه القنوات.
المشاركة في الفعاليات والأحداث الخيرية: شارك في الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الجمعيات الخيرية، مثل المزادات العلنية، أو الحفلات الخيرية، أو الأنشطة الترفيهية التي تقام لجمع الأموال للأغراض الخيرية.
المساهمة في بناء البنية التحتية: تبرع بالمواد الإنشائية أو المالية لمشاريع البنية التحتية التي تنفذها الجمعيات الخيرية، مثل بناء المدارس أو المستشفيات أو الآبار.
المساهمة في البرامج التعليمية: ساهم في توفير الدعم المالي أو المادي لبرامج التعليم والتدريب التي تنظمها الجمعيات الخيرية لتحسين مستوى التعليم في المجتمعات المحتاجة.
التعاون مع الشركات والمؤسسات: شارك كشركة أو مؤسسة في برامج التبرع الخيري، أو في توفير الدعم المالي أو المادي للجمعيات الخيرية كجزء من المسؤولية الاجتماعية للشركات.
التحفيز على الابتكار والمشاريع الجديدة: ساهم في دعم المشاريع الابتكارية والمبادرات الجديدة التي تهدف إلى حل المشكلات الاجتماعية أو البيئية أو الصحية.
الدعم السياسي والقانوني: قدم الدعم والضغط السياسي لدعم السياسات والقوانين التي تعزز دور الجمعيات الخيرية وتسهم في تسهيل عملها وتوسيع نطاق تأثيرها.
تتيح هذه الطرق المتنوعة فرصا مختلفة للمشاركة في دعم العمل الخيري والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والإيجابية في مجتمعاتك وعبر العالم.
طرق دعم العمل الخيري والمشاركة في جهود الجمعيات الخيرية
التبرع المالي: يمكنك التبرع بالأموال للجمعيات الخيرية من خلال مواقعهم الإلكترونية، أو عبر حملات التبرع التي ينظمونها، أو عن طريق التحويلات المصرفية.
التطوع: قدم وقتك ومهاراتك من خلال التطوع في أنشطة الجمعيات الخيرية، مثل توزيع المساعدات، أو العمل في المشاريع التنموية، أو المساعدة في الحملات التوعوية، سواء بالجهد أو المهارة أو الاستشارة والخبرة.
التبرع بالمواد الغذائية والملابس: يمكنك جمع الأغذية والملابس والأشياء الأخرى التي لا تحتاجها وتقديمها للأسر المحتاجة عبر الجمعيات الخيرية.
الدعم الإعلامي والتوعية: ساهم في نشر الوعي بأهمية العمل الخيري ودور الجمعيات الخيرية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وشارك في حملات الدعم والتبرع عبر هذه القنوات.
المشاركة في الفعاليات والأحداث الخيرية: شارك في الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الجمعيات الخيرية، مثل المزادات العلنية، أو الحفلات الخيرية، أو الأنشطة الترفيهية لجمع الأموال للأغراض الخيرية.
المساهمة في بناء البنية التحتية: تبرع بالمواد الإنشائية أو المالية لمشاريع البنية التحتية التي تنفذها الجمعيات الخيرية، مثل بناء المدارس أو المستشفيات أو الآبار.
المساهمة في البرامج التعليمية: ساهم في توفير الدعم المالي أو المادي لبرامج التعليم والتدريب التي تنظمها الجمعيات الخيرية لتحسين مستوى التعليم في المجتمعات المحتاجة.
التعاون مع الشركات والمؤسسات: شارك كشركة أو مؤسسة في برامج التبرع الخيري، أو في توفير الدعم المالي أو المادي للجمعيات الخيرية كجزء من المسؤولية الاجتماعية للشركات.
التحفيز على الابتكار والمشاريع الجديدة: ساهم في دعم المشاريع الابتكارية والمبادرات الجديدة التي تهدف إلى حل المشكلات الاجتماعية أو البيئية أو الصحية.
الدعم السياسي والقانوني: قدم الدعم والضغط السياسي لدعم السياسات والقوانين التي تعزز دور الجمعيات الخيرية وتساهم في تسهيل عملها وتوسيع نطاق تأثيرها.
تساعد هذه الطرق بإيجاد فرص مختلفة للمشاركة في دعم العمل الخيري، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والإيجابية في مجتمعاتك وعبر العالم.
دور المجتمع في دعم الجمعيات الخيرية
يلعب الأفراد والمتطوعين والشركات دورا كبيرا في دعم وتطوير العمل الخيري والجمعيات الخيرية من خلال المساهمة التبرعات المالية والجهود البدنية والفكرية، والمشاركة في الفعاليات والتوعية، وكذلك الدعم العاطفي والمعنوي، والتعاون في إنجاح المشاريع والبرامج الاجتماعية، مما يساهم في تعزيز دور الجمعيات ويعزز من تحقيق الأثر الإيجابي في المجتمعات. ويعتبر دعم وتطوير العمل الخيري والجمعيات الخيرية جزءا أساسيا في استدامة وتقدم هذه الجمعيات. وإليك الأدوار التي يمكن أن يلعبها كل من الأفراد والمتطوعين والشركات في دعم الجمعيات الخيرية:
دور الأفراد:
التبرع المالي: يمكن للأفراد التبرع بالأموال للجمعيات الخيرية بشكل دوري أو في حالات الطوارئ، مما يساهم في تمويل البرامج والمشاريع التي تقدمها الجمعيات للمحتاجين.
التطوع بالوقت والجهد والفكر: يشكل التطوع جزءا هاما من الدعم الذي يقدمه الأفراد، حيث يمكنهم تقديم وقتهم ومهاراتهم في تنفيذ الأنشطة التطوعية مثل توزيع الطعام، وتقديم الدعم النفسي، والمشاركة في حملات التوعية، وكذلك تقديم الاستشارت للجمعيات الخيرية.
المساهمة في الحملات والفعاليات: يمكن للأفراد المشاركة في حملات جمع التبرعات أو الفعاليات الخيرية التي تنظمها الجمعيات، مما يزيد من الوعي بالقضايا الاجتماعية ويحفز على المساهمة الإيجابية.
التوعية والتثقيف: يمكن للأفراد نشر الوعي حول أهمية العمل الخيري والدور الذي تلعبه الجمعيات الخيرية في المجتمع، مما يساعد في جذب المزيد من الدعم والمساهمات.
الدعم العاطفي والمعنوي: يمكن للأفراد تقديم الدعم العاطفي للعاملين والمتطوعين في الجمعيات الخيرية، مما يساعد على رفع معنوياتهم وزيادة استمراريتهم في العمل الخيري.
دور المتطوعين:
يمثل التطوع ركيزة أساسية في نجاح الجمعيات الخيرية واستدامتها، حيث يجمع بين العطاء الإنساني والابتكار في تحقيق التنمية الشاملة وتحسين جودة الحياة للجميع. ويساهم بشكل كبير في تحقيق أهدافها ونجاح مشاريعها. إليك بعض الجوانب الرئيسية لدور التطوع في هذا السياق:
المساهمة في الخدمات الأساسية: يساعد التطوعيون في تقديم الدعم الإنساني المباشر للأفراد والمجتمعات المحتاجة، مثل توزيع المواد الغذائية، تقديم الرعاية الصحية الأساسية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
جذب التبرعات والمساعدات: يلعب التطوع دورا هاما في جذب التبرعات والمساعدات من الجمهور والشركات، من خلال التواصل المباشر مع المجتمع والتعبير عن أهداف الجمعية ومشاريعها.
التعليم والتوعية: يساهم التطوع في نشر الوعي بالقضايا الاجتماعية والبيئية المهمة، ويعزز التثقيف الصحي والتعليمي بين الأفراد والمجتمعات المستفيدة.
المشاركة المجتمعية: يشجع التطوع على المشاركة المجتمعية الفعّالة، حيث يشعر المتطوعون بالانتماء إلى المجتمع وبأهمية المساهمة في تحسينه.
الابتكار في الحلول: يمكن أن يقدم المتطوعون أفكارا جديدة وحلولا مبتكرة لتحسين البرامج والمشاريع الخيرية، مما يعزز من فعالية الجمعية ويساهم في استدامتها.
تطوير المهارات والقدرات: يتيح التطوع للأفراد فرصة لتطوير مهارات جديدة، مثل التواصل والقيادة وحل المشكلات، مما يعود بالفائدة على المجتمع والفرد على حد سواء.
الشراكة الاستراتيجية: يساهم التطوع في بناء شراكات استراتيجية مع الحكومات، الشركات، والمؤسسات الأخرى، مما يعزز من نفوذ الجمعية ويوسع نطاق تأثيرها.
التأثير الإيجابي: يسهم التطوع في خلق تأثير إيجابي ملموس على الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات المستفيدة، ويعمل على بناء عالم أكثر عدالة وتعاونا.
دور الشركات:
يبرز دور الشركات في دعم الجمعيات الخيرية من خلال البنود التالية:
التبرعات المالية والتبرعات المشروطة: تلعب الشركات دورا مهما في تقديم التبرعات المالية الكبيرة للجمعيات الخيرية، ويمكن أن تكون هذه التبرعات مشروطة بأن تستخدم في مشاريع محددة تتماشى مع أهداف المسؤولية الاجتماعية للشركات.
الشراكات والتعاون: تتعاون الشركات مع الجمعيات الخيرية في تنفيذ المشاريع والبرامج الاجتماعية، سواء بتقديم الخدمات أو المواد أو الخبرات الفنية، مما يزيد من فعالية العمل الخيري.
التطوع الإداري والفني: يمكن للموظفين في الشركات التطوع بمهاراتهم الإدارية والفنية لمساعدة الجمعيات الخيرية في تطوير القدرات وتحسين الأداء.
الدعم الإعلامي والترويجي: تستخدم الشركات قدراتها الإعلامية والترويجية لدعم الجمعيات الخيرية، من خلال تسليط الضوء على مشاريعها والتبرعات والأنشطة التي تنظمها.
الدعم في تطوير القدرات والابتكار: تدعم الشركات الجمعيات الخيرية في تطوير قدراتها والابتكار في البرامج والمشاريع الاجتماعية، مما يساعدها في تحقيق نتائج أفضل وأكثر استدامة.
الفصل الرابع – البناء المؤسسي للجمعيات الخيرية
مكونات البناء المؤسسي للجمعيات الخيرية
يعدّ البناء المؤسسي للجمعيات الخيرية عنصرا أساسيا لضمان استدامتها وفعاليتها في تحقيق رسالتها وأهدافها. ويشمل هذا البناء مجموعة من المكونات المترابطة التي تشكل أساسا متينا للعمل الخيري. وتشمل هذه المكونات الرئيسية ما يلي:
أولا – الرؤية والرسالة والقيم الراسخة:
الرؤية: هي التصور المستقبلي الذي تسعى المنظمة أو الفرد إلى تحقيقه. هي بيان عام يصف الطموحات والأهداف الكبرى التي يراد الوصول إليها على المدى الطويل. الرؤية ترسم صورة مثالية لما يجب أن تكون عليه المنظمة في المستقبل وتحدد الاتجاه العام لها. عادة ما تكون الرؤية قصيرة وملهمة، تعبر عن الحلم والطموح الكبير للمنظمة، وتحدد الجمعيات الخيرية الفاعلة رؤية طموحة وواضحة تمثل غايتها المستقبلية وتلهم جميع أصحاب المصلحة.
الرسالة: هي البيان الذي يوضح الهدف الرئيسي للمنظمة وسبب وجودها. الرسالة تعبر عما تقوم به المنظمة حاليا من أنشطة وخدمات وكيف تخدم جمهورها المستهدف. تشرح الرسالة الدور الذي تلعبه المنظمة في المجتمع، وتوضح الأهداف الأساسية والأنشطة والنهج الذي تتبعه لتحقيق تلك الأهداف. الرسالة تكون عادة أكثر تفصيلا من الرؤية وتحدد السلوك اليومي للمنظمة، وتصاغ رسالة الجمعية الخيرية بشكل محدد وواقعي يوضح الخدمات التي تقدمها والمجتمعات التي تلبي احتياجاتها.
القيم: هي المبادئ الأساسية والمعتقدات التي توجه سلوك وأداء المنظمة، والقيم تحدد المعايير الأخلاقية والمهنية التي تلتزم بها المنظمة في جميع أنشطتها وقراراتها، كما أنها تشكل الأساس الذي تقوم عليه ثقافة المنظمة وتساعد في خلق بيئة عمل إيجابية ومستدامة، وتعبر القيم عما تعتز به المنظمة وتعتبره جوهريا في سبيل تحقيق رسالتها ورؤيتها، وترسخ الجمعيات الخيرية الفاعلة قيما أساسية توجه سلوكياتها وتشكل هويتها، مثل الشفافية والمساءلة والعدالة والنزاهة.
الأهداف الاستراتيجية: هي الأهداف التي تحدد الاتجاهات والمسارات التي تسعى إليها الجمعية الخيرية لتحقيق رؤيتها وأهدافها الطويلة الأمد. تتميز الأهداف الاستراتيجية بأنها تكون محددة وقابلة للقياس وموجهة نحو تحقيق تأثيرات كبيرة ومستدامة. وتساهم الأهداف الاستراتيجية في توجيه الجهود وتنسيق الموارد نحو أولويات محددة، مما يعزز من فعالية العمل وتحقيق النتائج المرجوة بشكل أكثر فعالية. تشمل الأهداف الاستراتيجية عادةً تحسين الأداء المالي، تطوير المنتجات والخدمات، توسيع السوق والتوسع الجغرافي، تعزيز الابتكار والبحث والتطوير، بالإضافة إلى بناء سمعة قوية والمساهمة في النمو المستدام للمؤسسة أو المشروع.
ثانيا – الحوكمة الرشيدة:
الهيكل التنظيمي المحكم: هو إطار يحدد بشكل واضح كيفية تقسيم الأدوار والمهام والمسؤوليات داخل المنظمة، بالإضافة إلى كيفية التنسيق بين مختلف الأقسام والإدارات. يتسم هذا الهيكل بالتنظيم الدقيق والوضوح في توزيع السلطة وتحديد خطوط الاتصال والتسلسل الهرمي. الهدف منه هو تحقيق الكفاءة العالية وضمان سير العمل بسلاسة، حيث يكون لكل فرد دور محدد ومعروف، مما يساعد على تجنب التداخل في المهام والازدواجية في الجهود.
اللوائح والأنظمة المحكمة: هي مجموعة من القواعد والتعليمات المفصلة التي تحكم عمل المنظمة وتحدد كيفية تنفيذ المهام والإجراءات المختلفة. تهدف هذه اللوائح إلى ضمان الامتثال للقوانين والمعايير المحلية والدولية، والحفاظ على الانضباط والتنظيم داخل المنظمة. تتميز اللوائح والأنظمة المحكمة بالوضوح والدقة، مما يساعد على تقليل الغموض وتحقيق العدالة والشفافية في التعامل مع جميع الأفراد والأقسام داخل المنظمة.
السياسات والإجراءات الموثقة: هي مجموعة من المبادئ التوجيهية والإرشادات التي توضح كيفية تنفيذ الأنشطة والعمليات المختلفة داخل الجمعية. تشمل السياسات المبادئ العامة التي توجه سلوك الموظفين وقراراتهم، بينما تتضمن الإجراءات الخطوات المحددة التي يجب اتباعها لإنجاز مهمة معينة. توثيق هذه السياسات والإجراءات يضمن توحيد الممارسات، ويقلل من الأخطاء والاختلافات في التنفيذ، كما يسهل التدريب والتوجيه للموظفين الجدد ويساعد في تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفعالية.
ثالثا – الإدارة المتميزة:
القيادة الملهمة: تتمتع الجمعيات الخيرية الفاعلة بقيادة ملهمة تحفز وتوجه وتشجع أعضاء الفريق على العمل لتحقيق الأهداف المشتركة.
إدارة الموارد البشرية الفعالة: تطبق الجمعيات الخيرية الفاعلة ممارسات فعالة لإدارة الموارد البشرية، مثل التوظيف والتدريب والتطوير والتقييم، لضمان وجود فريق عمل مؤهل وملتزم.
استقطاب وتوظيف المواهب: تطبق الجمعيات الخيرية الفاعلة ممارسات فعالة لاستقطاب وتوظيف المواهب المؤهلة والملتزمة بقيمها وأهدافها.
التنمية القيادية: يشمل برامج لتطوير قادة الجمعية والمدراء ورؤساء الأقسام، مما يزيد من كفاءة الإدارة ويعزز الابتكار والاستدامة.
التدريب والتطوير المستمر: توفر الجمعيات الخيرية الفاعلة فرصا للتدريب والتطوير المستمر لموظفيها لتعزيز مهاراتهم ومعارفهم والحفاظ على كفاءتهم.
إدارة الموارد المالية المحكمة: تطبق الجمعيات الخيرية الفاعلة ممارسات محكمة لإدارة الموارد المالية، مثل التخطيط والميزانية والمحاسبة والرقابة، لضمان استخدام الأموال بكفاءة وفعالية.
خلق بيئة عمل إيجابية: تشجع الجمعيات الخيرية الفاعلة على بيئة عمل إيجابية تحفز الموظفين على العمل الجاد والإبداع والابتكار.
رابعا – البرامج والخدمات المؤثرة:
فهم احتياجات المجتمع العميق: يعني أن الجمعيات الخيرية تقوم بإجراء دراسات وبحوث مكثفة بهدف التعرف على احتياجات المجتمع الذي تخدمه بشكل دقيق وشامل. هذا الفهم العميق يساعد الجمعيات على تصميم برامج وخدمات تتماشى مع الاحتياجات الحقيقية للأفراد والمجتمعات، مما يزيد من فعالية تدخلاتها ويضمن توجيه الموارد بشكل صحيح.
برامج وخدمات مصممة بعناية: تعني أن الجمعيات الخيرية تقوم بتطوير وتنفيذ برامجها وخدماتها بطريقة مدروسة تضمن الفعالية والاستدامة. يتم تصميم هذه البرامج بشكل يحقق أهداف محددة ويقدم نتائج ملموسة، مع مراعاة الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة. الهدف هو تحقيق تأثير إيجابي دائم على المجتمع وتحسين حياة الأفراد.
المتابعة والتقييم المستمر: تشير إلى عملية دورية تقوم بها الجمعيات الخيرية لتقييم أداء برامجها وخدماتها. يتم قياس مدى تأثير هذه البرامج على المجتمع وتحديد نقاط القوة والضعف فيها. من خلال التقييم المنتظم، يمكن للجمعيات إجراء التعديلات اللازمة لتحسين برامجها وضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة. هذه العملية تضمن أن تظل البرامج ذات صلة وفعالة بمرور الوقت.
خامسا – التواصل والتسويق الفعال:
استراتيجية تواصل متكامل: تعني أن الجمعيات الخيرية تقوم بتطوير خطة شاملة للتواصل مع جميع الأطراف المعنية بعملها. هذا يشمل المتبرعين والمستفيدين والمجتمع المحلي. الهدف من هذه الاستراتيجية هو بناء علاقات قوية ومبنية على الثقة والاحترام المتبادل، مما يضمن دعما مستداما وتحقيق الأهداف المشتركة.
التسويق المقنع: يشير إلى استخدام الجمعيات الخيرية لأساليب تسويقية جذابة وفعالة لجذب المزيد من المتبرعين والمستفيدين. من خلال هذا التسويق، يتم تعزيز الوعي بالقضايا التي تعمل عليها الجمعية وتقديم هذه القضايا بطريقة تجذب الاهتمام وتحث الناس على المشاركة والدعم.
التوعية المستمرة: تعني أن الجمعيات الخيرية تقوم بشكل دوري ومستمر بتثقيف وتوعية المجتمع حول القضايا التي تهتم بها. من خلال حملات التوعية والمبادرات المختلفة، تسعى الجمعية إلى تشجيع الأفراد على المشاركة في العمل الخيري وزيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية والإنسانية التي تسعى لحلها.
سادسا – ثقافة التعلم والابتكار:
الثقافة التنظيمية: تشير الثقافة التنظيمية في الجمعيات الخيرية إلى القيم والمعتقدات والممارسات التي تعززها الجمعية داخل بيئتها الداخلية. تشجع الجمعيات الفاعلة على بناء ثقافة تعلم وتطوير مستمرة، حيث يعطى أهمية كبيرة لتحسين مهارات ومعارف الموظفين بما يتيح لهم تقديم خدمات أفضل وأكثر فعالية للمجتمع.
ثقافة التعلم المستمر: تعزز الجمعيات الخيرية الفاعلة ثقافة التعلم المستمر من خلال توفير فرص مستمرة لتطوير مهارات ومعرفة الموظفين، يتم ذلك من خلال دعم المشاركة في المؤتمرات، والندوات، وورش العمل، حيث يمكن للموظفين تبادل المعرفة والخبرات والاستفادة من أحدث التطورات في مجال عملهم.
التقييم الذاتي المنتظم: هو عملية تقوم بها الجمعيات الخيرية الفاعلة لتقييم أدائها بانتظام. يشمل ذلك تقييم برامجها، وخدماتها، وعملياتها، بهدف تحديد النقاط القوة التي يجب تعزيزها والنقاط الضعف التي يجب تحسينها. هذا يساعد على تحسين الأداء العام للجمعية وتحقيق أهدافها بفعالية أكبر.
الابتكار المستمر: هو مبدأ تشجع عليه الجمعيات الخيرية الفاعلة لضمان تطوير برامجها وخدماتها وأساليب عملها بشكل مستمر. يهدف الابتكار إلى مواكبة التغيرات في الاحتياجات الاجتماعية والتكنولوجية والسياسية، مما يسمح للجمعية بتقديم حلول أكثر ابتكارا وفعالية للمجتمعات التي تخدمها.
سابعا – التكامل والشراكات الاستراتيجية:
بناء علاقات قوية مع الجهات الفاعلة الرئيسية: هذه الآلية تشير إلى استراتيجية الجمعيات الخيرية الفاعلة في إقامة شراكات استراتيجية مع جهات فاعلة مهمة مثل الحكومة، المنظمات غير الحكومية، والشركات. هذه الشراكات تهدف إلى تعزيز نفوذ الجمعيات الخيرية وتحقيق أهداف مشتركة بشكل أكبر، مما يساعدها على توسيع نطاق تأثيرها في المجتمع.
التعاون الفعال: يعكس التعاون الفعال قدرة الجمعيات الخيرية الفاعلة على المشاركة بفعالية في مبادرات التعاون مع جهات أخرى مثل الحكومة والمنظمات الأخرى، بهدف تحقيق أهداف مشتركة وتجنب التكرار أو الازدواجية في الجهود. هذا يعزز كفاءة استخدام الموارد وتعزيز التأثير الإيجابي للمبادرات الخيرية.
الاستفادة من الخبرات والقدرات المتنوعة: تعني أن الجمعيات الخيرية الفاعلة تستثمر في خبرات وقدرات شركائها المختلفين، سواء كانوا حكومات أو منظمات غير حكومية أو شركات. هذه الخبرات والقدرات تسخر لتحسين البرامج والخدمات التي تقدمها الجمعيات وتوسيع نطاق تأثيرها، مما يساهم في تحقيق نتائج أكثر فعالية واستدامة.
ثامنا – التمويل المستدام:
تنويع مصادر التمويل: هو استراتيجية تتبعها الجمعيات الخيرية الفاعلة لتقليل الاعتماد على مصدر واحد من التمويل ولضمان استدامتها على المدى الطويل. من خلال تنويع مصادر التمويل، تحاول الجمعيات توسيع قاعدة تمويلها لتشمل مصادر مالية متنوعة مثل التبرعات الفردية، التمويل الحكومي، التمويل من الشركات، الهبات والمنح، والاستثمارات الاستراتيجية. هذا التنويع يساعد في تقليل المخاطر المالية وتعزيز قدرة الجمعيات على مواجهة التحديات المالية المتغيرة على المدى البعيد.
إدارة الموارد المالية بفعالية: تعني أن الجمعيات الخيرية الفاعلة تطبق ممارسات محكمة لإدارة أموالها بشكل متقن وفعال. تشمل هذه الممارسات التخطيط المالي الدقيق، وإعداد الميزانيات المالية السنوية، وممارسات المحاسبة الدقيقة، وتطبيق نظم الرقابة والمراجعة الداخلية. بفضل هذه الإجراءات، تتمكن الجمعيات من استخدام أموالها بكفاءة وفعالية، وتحقيق أقصى قدر من النتائج الملموسة والإيجابية من الأموال المتاحة.
الامتثال للوائح المالية: يعبر عن التزام الجمعيات الخيرية الفاعلة بجميع اللوائح والقوانين المالية المحلية والدولية ذات الصلة. يشمل ذلك الالتزام بمتطلبات التقارير المالية، والشفافية في إفصاح الأموال واستخدامها، والمساءلة أمام المتبرعين والشركاء والمجتمع بشكل عام. بالامتثال للوائح المالية، تضمن الجمعيات الخيرية الفاعلة الشفافية والمصداقية في إدارة مواردها المالية، مما يعزز من ثقة الجمهور ويسهم في استمرارية عملها ونجاحها على المدى البعيد.
تاسعا – البنية التحتية المناسبة:
مرافق ومعدات مناسبة: هي جزء أساسي من بنية الجمعيات الخيرية الفاعلة، حيث توفر هذه المرافق والمعدات اللازمة للتشغيل اليومي. يشمل ذلك المباني المناسبة لمقار الجمعية، والمرافق الإدارية مثل المكاتب وقاعات الاجتماعات، والمعدات الضرورية كأجهزة الكمبيوتر والطابعات والأثاث. بفضل وجود مرافق ومعدات مناسبة، تتمكن الجمعيات من تنظيم عملياتها بشكل فعال، وتوفير بيئة عمل مناسبة لموظفيها والمتعاملين معها، مما يسهم في زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المحددة بكفاءة.
أنظمة تكنولوجيا المعلومات المتقدمة: تعد جزءا حيويا من بنية الجمعيات الخيرية الفاعلة، حيث تستخدم لتحسين كفاءة عملياتها وتسهيل التواصل مع أصحاب المصلحة. تشمل هذه الأنظمة البرمجيات المتقدمة لإدارة البريد الإلكتروني والتواصل الداخلي، وأنظمة إدارة العلاقات مع العملاء (CRM)، وأنظمة إدارة المشاريع والموارد، وأنظمة مراقبة الأداء والتقارير الإدارية. بفضل هذه التقنيات، تتمكن الجمعيات من تحسين التنسيق بين الفرق الداخلية، وتحسين تجربة المستفيدين والمتبرعين، وتعزيز شفافيتها وكفاءتها الإدارية بشكل عام، مما يدعم تحقيق أهدافها الإنسانية بشكل أكثر فعالية واستدامة.
عاشرا – المخاطر وإدارة المخاطر:
تحديد وتقييم المخاطر: هو عملية أساسية تقوم بها الجمعيات الخيرية الفاعلة لفهم وتقييم جميع المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على أنشطتها وأهدافها. يتضمن هذا التحليل تحديد الأحداث المحتملة التي يمكن أن تحدث وتؤثر سلبا على الجمعية، وتقييم احتمالية حدوثها وشدتها إذا حدثت. بعد تحديد المخاطر، تعمل الجمعية على تصنيفها حسب الأولويات والتركيز على تلك التي لها أكبر تأثير.
وضع خطط لإدارة المخاطر: يشير إلى عملية تطوير استراتيجيات وخطط للتعامل مع المخاطر المحددة بشكل فعال. يشمل ذلك تحديد الإجراءات والسياسات التي يجب اتخاذها لتقليل تأثير المخاطر، وتحديد الفرق المسؤولة عن تنفيذ هذه الخطط والمتابعة الدورية لفاعليتها. يتضمن وضع خطط لإدارة المخاطر أيضا وضع استراتيجيات للتعافي من الأحداث غير المتوقعة والتي تمثل مخاطر.
المراجعة والتحديث المستمر: هما جزء لا يتجزأ من عملية إدارة المخاطر حيث تقوم الجمعيات الخيرية الفاعلة بمراجعة خطط إدارة المخاطر بانتظام. تشمل هذه العملية استعراض الخطط الحالية، وتقييم فعاليتها وملاءمتها للتحديات الجديدة التي تواجه الجمعية، والتحديث اللازم لتلك الخطط لضمان توافقها مع التغيرات في البيئة الداخلية والخارجية للجمعية. هذا يضمن استمرارية الجمعية في مواجهة وإدارة المخاطر بشكل فعال وفعّال.
الخلاصة
دور الجمعيات الخيرية في تحقيق التنمية
- دعم الفئات الضعيفة والمحتاجة: الجمعيات الخيرية تلعب دورا حيويا في دعم الفئات الضعيفة والمحتاجة من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي، وتحسين ظروفهم المعيشية.
- تعزيز فرص العيش الكريم: تهدف الجمعيات الخيرية إلى تعزيز فرص العيش الكريم للجميع من خلال توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
- تعزيز المشاركة المجتمعية والتعليم: تساهم الجمعيات الخيرية في تعزيز المشاركة المجتمعية وتعزيز الوعي بقضايا الاجتماعية المهمة، مما يساهم في بناء مجتمعات مدنية قوية.
- الاستدامة من خلال المشاريع البيئية والزراعية المستدامة: حيث تدعم الجمعيات الخيرية المشاريع الاجتماعية والبيئية والزراعية المستدامة للحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة الحياة على المدى البعيد.
- دور المتطوعين والداعمين: يتمثل جانب من دعم للجمعيات الخيرية في جهود المتطوعين والداعمين المتفانين، الذين يساهمون بشكل كبير في تحقيق أهداف تلك الجمعيات ونجاح مشاريعها.
دعم الجمعيات الخيرية ليس مجرد واجب إنساني، بل هو استثمار في مستقبل مشرق للمجتمعات يشجع على المساهمة المستمرة ودعم الجمعيات الخيرية لتحقيق تغيير إيجابي وحقيقي في حياة الناس وبناء مجتمعات أكثر عدالة وتضامنا.
انظر أيضا: صناعة الأثر الاجتماعي
اكتشاف المزيد من خالد الشريعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
انشر رأيك أو تعليقك حول هذا الموضوع