مفهوم التكتيك:

حدد قاموس المعاني مفهوم التكتيك بـ (فَنُّ وُضْعِ الخُطَط)

يعتبر التكتيك أحد أهم أدوات وتدابير تحقيق الأهداف، وبإمكاننا تنفيذ هذا التدبير كمهمة واحدة أو أكثر، حيث يستعمل هذا المفهوم بصورة رائدة بقصد التكيف مع المتغيرات الناتجة عن (سلوك المنافسين، الأحداث الجديدة، الظروف الطارئة وغير ذلك) من خلال أفعال إيجابية أو سلبية لاكتساب الفرص أو تجنب الأخطار، ويبدو التكتيك جليا في المجال الرياضي، كألعاب الشطرنج أو الرياضة أو الأنشطة العسكرية.، فقد برز هذا المفهوم من اللغة اللاتينية، وتعني فن الترتيب.

مفهوم الاستراتيجية:

تعود جذور مفهوم الاستراتيجية إلى أصل يوناني، يتكون من كلمتين: ستراتوس التي تعني الجيش، وكلمة آجين التي تعني القيادة، أي أن معنى الاستراتيجية هو قيادة الجيش، على عكس مفهوم التكتيك، الذي يكون محدودا من ناحية المكان والزمان ومنصبا على (كسب معركة) أما الاستراتيجية فلديها هدف واسع وطويل الأجل ويتمثل في (كسب الحرب في مجملها)

وقد انتقل مفهوم الاستراتيجية من المجال العسكري إلى مجال الأعمال، حيث ظهرت في العقد السادس من القرن السابق، حيث ظهر كتاب “الاستراتيجية والهيكل” للمؤلف شاندلر في عام 1962، حيث عرف الاستراتيجية بأنها “تحديد الغايات والأهداف الأساسية بعيدة المدى للمنظمة، واعتماد مسارات العمل وتخصيص الموارد اللازمة لتحقيق هذه الأهداف والغايات”، وفي العقد الثامن ظهرت أعمال مايكل بورتر حول الإدارة الاسترايتجية التي تقوم على أربعة مكونات أساسية هي: الهيكل التنظيمي، صنع واتخاذ القرارات، هوية المنظمة، الاستراتيجيات.

التكتيك والاستراتيجية:

في المجالات التنافسية عموما وخاصة العسكرية، يتم استخدام التكتيك العسكري من قبل هيئة عسكرية، ولا يتعدى نطاقه قيام جماعة بتنفيذ مهمة معينة وتحقيق هدف واضح، أو من أجل الوصول نحو موقع معين. وفي بعض الأوقات يتم المزج بين مفهوم التكتيك والاستراتيجية، حيث يُعَدّ التكتيك مجموعة الوسائل الفعلية المستعملة لتحقيق هدف، في حين أن الاستراتيجية هي خطة الحملة الشاملة، التي قد تعتمد على أساليب معقدة وصعبة وأنشطة وعمليات صنع القرار، الذي يحكم التنفيذ التكتيكي.

التكتيك في الإدارة:

يعتبر التكتيك في الإدارة بمثابة فن التعامل مع المواقف والأحداث الجارية غير المألوفة، مما يجعل المدير يستبدل أدواته الاعتيادية بأدوات غير اعتيادية تتوافق مع الحدث الجديد أو الموقف الطارئ، وما أن ينتهي الحدث أو الموقف الطارئ، حتى يعود إلى أداء أعماله بطريقة عادية أو حسب الروتين المستعمل.

وعندما تتكون الخبرة الكافية لدى المدير، فإنه يستطيع الإلمام بالكثير من التكتيكات، ويقوم بتدوينها، بحيث يكون جاهزة لاستعمالها عند الضرورة دون الحاجة لعقد الاجتماعات أو أخذ الموافقات أو غير ذلك، وبمعنى آخر، فإنه يستطيع أن يجمع أكبر عدد من الظواهر غير المألوفة التي تعترض عملها، ويدونها ويدون الحلول المناسبة لها، كما أنه قد يدون الطرق والأدوات التي فشل في التعامل مع الظاهرة غير المألوفة لكي لا يكرر نفس الخطأ مرة أخرى، وكأنه حولها إلى خطة تكتيكية لمعالجة الظواهر غير المألوفة.

والخلاصة في هذا الشأن، فإن التكتيك الإداري هو استجابة المدير أو الفريق الإداري تجاه موقف أو حدث أو ظاهرة غير مألوفة أو غير مدرجة في الخطط الاستراتيجية أو التشغيلية أو خارج نطاق الأهداف التي يعمل على تحقيقها، ولكنها تترك أثرا على المنظمة، وهذه الاستجابة هي التكتيك.

ولعل أكثر المواقف التي تظهر فيها التكتيكات هي اقتناص الفرص أو تجنب التهديدات، مما يعني أن على المدير أن يكون على وعي ودراية بمفهوم إدارة المخاطر، تلك المخاطر التي تؤثر سلبا أو إيجابا على المنظمة سواء الفوائد نتيجة اقتناص الفرص أو تجنب التهديدات، أو أضرارا نتيجة عدم اقتناص الفرص أو عدم تجنب التهديدات، وفي هذا الشأن نجد أن التكتيكات تظهر جلية في محيط إدارة المخاطر.

ويبدو التكتيك أكثر وضوحا إذا استخدمنا أسلوب الشرط التالي:
يحدث كذا إذا حدث كذا، أو أن نقول: إذا حصل كذا، سيحصل كذا
فإذا لم يتحقق الشرط، لن يكون هناك جواب للشرط
والتكتيك يستخدم بشكل كبير في الألعاب الرياضية، وخاصة كرة القدم، وكثيرا ما يتعرض المحللون إلى تكتيكات المدرب (أ) للتغلب على تكتيكات المدرب (ب) فالتكتيك في كرة القدم يركز على كسب الهجمة لصالح الفريق، أو صد هجمة الفريق الخصم، أما الهدف من خوض المباراة بشكل عام هو الفوز فيها، لكن الهدف الاستراتيجي للفريق بشكل عام هو الحصول على مركز متقدم في ترتيب فرق كرة القدم بعد خوض جميع المباريات المطلوبة.